حذرت بعض الأخصائيات من الظواهر الغريبة التي تخطف الأبناء من الحضن التربوي ومن القيم الإسلامية، ومن هذه المظاهرة التي بدأت تتخطفهم ما يسمى بثقافة «الإيمو»، وتوضح الدكتورة سلمى سبيه الاستشارية الأسرية معنى «الإيمو» وهي Emo اختصار لكلمة Emotional وتعني إحساس وأسلوب معيشي في الحياة تمثل نوعًا من الانسحاب والعزلة وعدم التعامل مع المحيط الاجتماعي، ولا نستطيع أن نعمم هذه الظاهرة على انتشارها بشكل كبير في مجتمعنا لكنها قد تكون منتشرة بشكل أكبر في بعض الدول العربية الأكثر انفتاحًا، ولها علاقة أكثر بالثقافة الغربية، وهذه الثقافة يتبعها العديد من المراهقين، في أمريكا الشمالية عادة، كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم، لكن هناك تواجد طفيف لهذه الظاهرة التي انتشرت عبر الأفلام والإنترنت، وهذه الظاهرة تبعد كل البعد عن الدين والأخلاق والعادات والتقاليد، وتظهر هذه المعتقدات المنحرفة لدى المراهقين عندما يغيب الحوار بين الابن وأبيه وبين التلميذ والمعلم، وحينما يغيب الوعي الفكري والوعي الديني وبالأخص عزة الإنسان بفكره السليم ودينه الصحيح، حينها يكون من السهل أن ينجذب لهذه الظواهر الغريبة دون فهم ما رتمي إليه بعض المعتقدات والثقافات، وكذلك تنتشر بين هؤلاء الشباب الذي يعانون من الفراغ. وتضيف الدكتورة سيبيه أن هذه من نتائج موجات العولمة القادمة إلينا من الغرب عبر الحدود المفتوحة والفضائيات والإنترنت والصحف والمجلات الغربية، ولو كانت هناك القدوة الحية والتحصين الديني والأخلاقي لما انحرف هؤلاء المراهقون.
وحول صفات الإيمو تذكر الدكتورة عفاف مختار أستاذ الشريعة بكلية التربية بعد اطلاعها عنهم، بأنها تتميز «جماعة الإيمو» بأن معظم أفرادها من المراهقين الذين لا يتجاوز أعمارهم 17 سنة، ولهم طريقتهم ولباسهم وموسيقاهم التي تنتمي إلى الروك والميتال، وهي موسيقى تتحدث عن الألم والحزن والإحساس المرهف، ويلبسون الجينز الضيق، والقميص الضيق الذي يحمل علامة الإيمو أو أحد شعارات فرقة الروك – إيمو، وغالبًا ما يكون القميص أسود ذو مربعات بيضاء وعلامات زهرية اللون، أما الجاكيت الذي يرتدى فلا يقفل فيه إلا إزرار واحد فقط، ويترك الباقي مفتوحا، مع لبس كثير من الأساور، وارتداء النظارات ذات الأطراف العريضة السوداء، وهذه الطائفة تتميز باللونين الأسود والزهري، ويقومون بوضع خط حول العين لتظهر كبيرة، مع انسياب الشعر على طرفي الرأس وتثبيت الخصل الأمامية بمثبت للشعر حتى لا يتطاير، أما الشعر من الخلف فيترك على الظهر مع وضع خصلات زهرية.
أما الصفات التي تميزهم فإنهم يكونون عاطفيين وحساسين يميلون إلى الكآبة والبكاء مكسوري القلب، ويميلون إلى الحب غير المتبادل، ويشعرون بأنهم منبوذون من المجتمع، وأن المجتمع لا يستطيع فهم معتقداتهم.
وولديهم نزعة لكتابة الشعر وسماعه، ويعج شعرهم بالكآبة والارتباك والشعور بالوحدة والغضب الناتج عن عدم قدرة الآخرين لفهم مشاعرهم، ونتيجة لشعورهم الدائم بالكآبة والملل فينتهي الأمر بمعظمهم إلى الانتحار وذلك عن طريق استخدام آلة حادة. ومن الأمور التي تتميز بها تلك الطائفة أنه يصعب التفريق بين الذكر والأنثى لذا فهم لا يفرقون بين الجنسين، وقد يطلق عليهم البعض الجنس الثالث. كما أن هناك اعتقاد سائد بأن الإيمو ينتمون لعبدة الشيطان، وهذا المعتقد غير صحيح إطلاقًا، فطائفة الإيمو ليست على ديانة معينة أو مذهب محدد، وإنما تتكون الطائفة من شخصيات مضطربة مرتبكة حساسة تجمعهم أفكار وشعارات معينة، ومن خلال ما سبق يتضح أنه ينبغي لنا التصدي لتلك الظاهرة الخطيرة التي تفشت بين شبابنا.